الى الامان….”سقوط ابليس الجماعة الارهابية”

بقلم اللواء الدكتور/ محسن الفحام

فى ضربة أمنية نوعية غير مسبوقة تمكنت أجهزة الامن المصرية من القبض على القيادى الاخوانى الارهابى/ محمود عزت النائب الثانى لمرشد جماعة الاخوان الارهابية والقائم بأعمال المرشد حالياً ومسئول الاتصال مع التنظيم الدولى للجماعة فى الخارج…..وهو أحد صقور الجماعة والذى يعتنق فكر العنف والارهاب كوسيلة لتمكين الجماعة ويعتبر العقل المدبر لمعظم العمليات الارهابية التى ارتكبتها الجماعة منذ 2011 وحتى الان ويطلق عليه داخل جماعته “صقر الاخوان” “الناب الازرق” وكان حلقة الوصل بين الجماعة وحركة حماس إبان عملية اقتحام السجون ويعتبر الاب الروحى لتلك الحركة لما يتمتع به من دهاء وعنف وخبث وهو ما يتصف به قيادات حركة حماس الفلسطينية جميعهم.

قد لا يدرك البعض مدى خطورة هذا الرجل ويتصور ان القبض عليه يأتى فى اطار طبيعى بورود معلومات تفيد عن محل اقامته مثلاً وبالتالى تم القبض عليه….الا ان من يعمل فى مواجهة ومحاربة الكوادر القيادية الاخوانية خاصة امثال محمود عزت يدرك تماماً مدى صعوبة ذلك لما يتمتع به من دهاء خارق سواء فى التخفى او الاختباء او اساليب الاتصال والتواصل مع اتباعه ومرؤوسيه وهو ما تبين عند عملية ضبطه حيث عثر على شفرات مختلفة واجهزة اتصالات تليفونية متصلة بالاقمار الصناعية كما انه تمكن من خلال وسائل التواصل الاجتماعى وشبكاته العنكبوتية من الايحاء بانه متواجد خارج البلاد وينتقل فيما بين السودان واليمن تحديداً وعلى الرغم من كل ذلك فقد تمكن رجال الامن الوطنى من تحديد اماكن إختبائه – وأقول اماكن وليس مكاناً واحداً – وكذلك رصد جميع اتصالاته وتوجيهاته الى ان صدرت التعليمات بالقبض عليه.

ان عملية ضبط الارهابى الاخوانى / محمود عزت لا تقل من وجهه نظر من يعمل فى هذا المجال عن مقتل ابو بكر البغدادى او اسامة بن لادن….فهذا الرجل استطاع الحفاظ على تنظيم الاخوان فى اصعب مرحلة من تاريخ الجماعة وهى مرحلة سقوطها فى 2013 وعمل على محاولة اعادة بناءه معتمداً على استراتيجية جديدة تقوم على تربية جهادية من خلال ادبيات جديدة مثل كتاب “فقه المقاومة الشعبية” والذى يوضح الجانب الشرعى فى قتل ضباط الشرطة والجيش من وجهه نظر التنظيم فى فهم الاسلام وإنشاء لجان نوعية عسكرية تمثل “التنظيم الخاص الجديد للجماعة” لقد جاء قرار ضبط الاخوانى/ محمود عزت بعد فترة زمنية من رصده بمعرفة جهات الامن واستخدامه كصندوق معلوماتى الى ان اصبح غير مفيد امنياً حالياً وليست مجرد ضربة امنية عشوائية….وهو ما حدث تماماً عند ضبط القيادى الاخوانى / محمد على بشر والذى تولى قيادة التنظيم عقب فض اعتصام رابعة واستخدام ايضاً كصندوق اسود للامن الوطنى وتحققت من خلاله ضربات امنية موجعة للتنظيم.

كان الارهابى/ محمود عزت تحت أعين أجهزة الامن لفترة طويلة وسوف تكشف التحقيقات فى الايام القادمة كيف ترتب على ذلك العديد من الضربات الامنية الاستباقية الناجحة بعضها لم يعلن عنها حتى الان وبعضها قد لا يعلن عنها نظراً لحساسيتها وأهميتها ويكفى هنا ان نشير ونتساءل عن تنظيم حركة حسم وعناصره….هل مازال بنفس قوته التى بدأ بها واين اغلب عناصرها الان؟
يبقى هنا ان نشير الى ان عملية ضبط الارهابى محمود عزت بالرغم من كونها تمثل ضربة موجعة للتنظيم وسوف يترتب عليها تداعيات سلبية على جميع مخططات الجماعة فى الداخل والخارج الا اننا يجب ان ننبه بما لدينا من خبرة فى مجال مكافحة هذا التنظيم الارهابى ان تلك الجماعة لم تنتهى بعد ولن يتم القضاء عليها بسهولة وان اجهزة الامن تبذل جهوداً جبارة لتحقيق هذا الهدف بإذن الله….ومن هنا فإننا يجب ان نوجه تحية وتقدير واحترام لجهاز الامن الوطنى ونشد على ايديهم فى انتظار المزيد من الضربات الامنية الناجحة التى تسعد وتطمئن الشعب المصرى بجهازهم الامنى القومى.
وتحيا مصر….

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x
Scroll to Top
انتقل إلى أعلى