الى الامان…..الثقافة والوعى القومى

بقلم اللواء الدكتور/ محسن الفحام

تشرفت هذا الاسبوع بالمشاركة فى الملتقى الثقافى بمركز الهناجر التابع لوزارة الثقافة بدعوة كريمة من الدكتورة ناهد عبد الحميد رئيس ومؤسس الملتقى الذى ينظمه قطاع الانتاج الثقافى برئاسة المخرج خالد جلال وكان اللقاء بعنوان “الوطن وتحديات 2020” وقد شارك فيه معى كوكبه من رجال الفكر والاعلام والثقافة حيث دار الحوار عن دور الثقافة فى معركة الوعى وكيف انها تشكل قوة لا يستهان بها فى تلك المعركة التى اصبح الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعى والقنوات الفضائية المعادية اهم الاسلحة التى يلجأ اليها اعداء الوطن على ضوء النجاحات الامنية التى قوضت الى حد كبير انشطة تلك التنظيمات وتمكنت من توجيه الضربات الاستباقية التى ادت الى إجهاض العديد من العمليات الارهابية قبل وقوعها حيث اصبحت تلك الوسائل هى المتنفس والسلاح الاساسى لها بعدما فقدت القدرة الحركية على ارض الواقع فبدأت تسعى الى السيطرة على افكار وعقول الشعب وزرع بذور الشك والكراهية للواقع الحالى برغم كل ما فيه من انجازات ونجاحات غير مسبوقة على مدى عقود طويلة من الزمن على كافة الاصعدة وفى الكثير من المجالات ومن هنا كان لابد ان نواجه تلك المحاولات بنفس الاسلحة بل ونتفوق عليها خاصة وان لدينا حقائق وانجازات ملموسة على ارض الواقع تتحدث عن نفسها.

ولعل من اهم التحديات الداخلية التى تم تناولها فى هذا الملتقى ملف فيروس كورونا والنجاح الذى حققته الدولة فى ادارته بحكمة ووعى وتناغم بين كل اجهزة الحكومة ومدى الاستعداد المسبق الذى يتم حالياً فى حال ما اذا عاود الفيروس الظهور والانتشار –لا قدر الله – مرة اخرى فى البلاد.
كما جاء تحدى التصدى لجماعة الاخوان الارهابية والنجاح فى وأد اهدافها بحسبانها تمثل ثغرة فى جسد الوطن وإعاقة لجهود الدولة فى مجالات الاصلاح الاقتصادى والسياسى عبر عقود من السنين….كما جاءت قضية الوعى لتمثل جانباً كبيراً من التحديات امام مستقبل الدولة المصرية وما يستوجب ضرورة تضافر جهود جميع اجهزتها لخلق حالة من الوعى العام بما يجرى فى البلاد وما تتعرض له من مخاطر تتطلب تعاون المؤسسات الدينية والتعليمية والشبابية والثقافية بالاضافة الى مسئولية الاعلام ايضاً فهى اذن مسئولية تشاركية جماعية لتلك المؤسسات….كما تناول اللقاء مسألة العشوائيات وجهود الدولة المصرية للتعامل معها بكل انسانية واحترافية بحسبان ان بعض المناطق العشوائية تمثل بؤراً لإخراج الجنائيين والارهابيين وتزرع روح الفوضى وانتشار العنف والجرائم الغريبة على المجتمع المصرى مثل البلطجة وقطع الطرق وزنا المحارم والاعتداء على كبار السن والاطفال والاغتصاب وهتك العرض وكلها كما نرى جرائم تميل الى العنف الذى نجح الاعلام والافلام والمسلسلات فى تصديره للشباب المصرى فى الاونة الاخيرة بإعتبار ان القوة والغلبة دائماً تكون للاقوى والاعنف.

وقد كان من اهم المطالبات والتوصيات التى خرجت من هذا الملتقى ضرورة ان تتكاتف جميع القطاعات التابعة لوزارة الثقافة تحديداً للتغلغل والانتشار داخل ربوع الدولة المصرية بكل تقسيماتها الادارية من قرى الى مراكز الى مدن ومحافظات لتواصل مسيرتها التنويرية التى تقوم بها حالياً لإعادة تأهيل قصور الثقافة والمنتديات التوعوية والتوسع فى اقامة مثل تلك الملتقيات الثقافية على مستوى الجامعات وذلك عند بدء العام الدراسى الجديد حيث يتم استضافة الشخصيات المصرية الاصيلة التى لها قبولاً شعبياً بين اوساط الطلبة والجماهير لنشر روح الولاء والانتماء للوطن…كذلك الحال بالنسبة للمكتبات العامة ومسارح الاطفال والشباب خاصة فى تلك الاحياء الجديدة التى حلت محل العشوائيات فى العديد من مناطق ومحافظات الجمهورية فالثقافة والفكر اصبحا يمثلان ضرورة حتمية لاحتواء الشباب حيث لم يعد التعليم وحده كافياً للقيام بهذا الدور….فالثقافة تأتى فى منطقة لا تقل اهمية على الاطلاق عن التعليم بل قد تكون اكثر اهمية منه احياناً لانها تخاطب عموم الشعب وليس فئة الطلبة فقط.

اننى على يقين ان وزارة الثقافة تعرف جيداً اهمية الدور المنوط لها فى تلك المرحلة وان الدكتورة/ ايناس عبد الدايم وزيرة الثقافة لا تألوا جهداً للقيام بتلك الرسالة بحسبان ان الثقافة تمثل جزءاً مهماً من الامن القومى المصرى.

وتحيا مصر….

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x
Scroll to Top
انتقل إلى أعلى