- حبُ العشرينات يختلف عن حُب الخمسينات.
- ضعافُ الهممُ لا يعيشون الإ بين النفايات البشرية والنخاسات الفكرية.
- انحلالُ الأخلاق، وضياع القيمِ والشهامةِ والمرؤةِ تجعلُ حتى المرأة المنحرفة تحتقر تلك الكيانات البشرية.
جميلةٌ هي الحياةُ في رونقها وتجاذباتها واختلافاتها، وكلما زادات الإختلافات كلما زاد التنوع والإنبهار وجاءت الأفكارُ منتجةً محققةٌ للطموحاتِ والتوقعات. كلٌ منا يفكرُ في السعادةِ ويسعى لبلوغها، الإ أن كثيرون منا في طريقهم للسعادة – ربما بقصد أو بدون قصد – يرتكبون أخطاءً فادحةً قد تُحيلُ حياة آخرين الى تعاسةٍ وشقاء دون ادراكٍ منهم أو معرفة.
كثرُ آخر في طريقه للسعادة يتهم شريكه بأن الطاقة الكونية السلبية هي التي تعيق تحقيق السعادة له، فتجده تارةً متذمرً، وآخرى شقيٌ، وثالثةُ نادمٌ، ورابعةٌ به ألمٌ وحسرةٌ ووجيعهٌ على أيام مضت وعمرٌ أوشك على المغيب.
فيا تُرى أيُّ الطرقِ تقودُ الى تلك السعادة؟! وما هو مفهوم السعادة المراد بلوغه؟! وهل هناك سعيد وآخر غير ذلك؟! تساؤلاتٌ كثيرةٌ تُطرح بين الأناملِ والعقول، وتبحث عن جواب، لماذا اختفت السعادة؟! لماذا اختفى الحب والحنان؟! لماذا قست القلوب؟!! لماذا؟؟!!
خطوةٌ للوراء كي نفهم منها مقصودُ الفكرةِ وارهاصاتُها، كي نحلل استراتيجيات حلولها المتاحةِ ونحققُ الهدف من طرح المشكلة.
مهما حاولنا البعد عن الدين والإستماع الى أقوال العلمانية والمتحللين؛ فلا يمكن بحالٍ من الأحوالِ أن تجد لديهم طوق النجاةِ، فهم عقولٌ مبعثرة، وكياناتٌ متناهيةٌ في الصغر، يسعون جاهدين لوضع ثوابتٍ عقلانيةٍ تريح مشاعرهم، وتحكم انفعالاتهم، وتضبطهم على جادة الصواب؛ الإ أنهم ضلوا السبيل فأضلوا تابعيهم، وهذه هي المأسأة، ليس العيب في الدين، ولا أرض الوطن، العيبُ في مكونات الأوطان من الطاقات البشرية التي تخطط للقضاء على كل جميلٍ وارثٍ نظيف.
السعادةُ فكرةٌ انتماءٍ لمفهوم مشاعر حلوه يحياها السعيد؛ ويرغب في تقاسم لذتها مع من يحب. السعادةُ رؤيةٌ عقليةُ نفسيةٌ تظلل الجسد، وتتحللُ في انزيماتِ الدم فتغير تركيبة الكيان الفسيولوجي. هذه هي السعادةُ ومن أول ميادين الترجمة فيها هي الزواج والأسرة؛ فكيف تُحققُ السعادةُ زواجاً ومعاشرةً.
انها رسالةٌ لكل رجلٍ وامرأةٍ، شابٌ وفتاةٌ مقبل على الإختيار، أقول له؛ هل تدرك لماذا تتزوج؟ هل علمتُ ما هي طلباتك في شريك حياتك؛ في النصف الآخر؟ هل أنت ممن تحب الجمال فيبحث عنه في الشريك؟ هل أنت ممن تحب الأناقة أو تحب فنون وأصناف الطعام؟ هل بحثت عنه؟ هل أنت ممن تحب الثقافة والعقول والمفكرين؟ اياك ثم اياك ثم اياك أن ترضى بأنصاف الحلول، لأن الحلول الكاملة متوفرةٌ وبكثره، إلا أن الأمر فقط يحتاج الى صبر ٍوبصيرةٍ وبحثٍ وعناء، فلماذا تدخر وقتك ومالك وجهدك في عدم البحث عن السعادة لماذا؛ أخبرني بالله عليك!!.
اذا ما أحسنتَ الإختيار فأنت قد وضعت خاتمُ المحبةِ على جواز سفرك قبل اقلاع الطائرة، وعليه فانك بعدها مطالب بحسن اعداد منهجية الحياة وآلياتها وتفاصيلها بما يحقق لك أهدافك، ويرضِي ويشبعُ طموحاتك. السعادةُ جواز سفرٍ شخصي غبرُ قابلٍ للإستبدال أو التغيير، يصدر من ادارة السعادة والمحبة والعقول، لمرةٍ واحدةٍ فقط فاما أن تستغله، واما أن تخسره للأبد، كن سعيداً قبل أن تهرب منك السعادةُ، فالسعادة بالإكثار تنجب، وبالحمد والثناء تزيد، وبالحنان تمتلىء ونعيد الكرّه هل أنت سعيد؟؟!!.
الحياةُ الزوجيةُ التي يعتقدُها البعض كارثةً أخلاقيةً، ودمارٌ للعقول، وتشتيت للنفوس، وقيدٌ وعبءٌ، البعض الآخر ممن فهم الحياة، وحل طلاسمها، وفك شفرتها، يعلمُ أن الزواج مرحلةً رئيسةً في حياة الإنسان؛ تحتاج فقط لإدارة الأولويات، وترتيب المهام والمسؤوليات، فالمرأةُ التي تزوجت من ذكرٍ لا يُغني ولا يُسمنُ من جوعٍ حقّ لها أن تضطربُ حياتُها؛ لأنها تسبح ضد التيار، ويوماً ما سينكسر الجناح، وتسقط الدمعة، وان كانت أقسى نساءُ الأرضِ صلابةً وأبعدهم عن القلب والمشاعر.
والرجل الذي تزوج من أنثى خاويةً من العقل والتفكير والإبداع وان كان تقياً ورعاً؛ سينفتحُ الجرح يوماً ويخرج ما به من صديد، ويتقيأ الدماء من كثرة الألم والأوجاع، ولا أريدُ أن أُسّرَ لكم بأسرار المستشفيات النفسية، ومستشاري الطب النفسي؛ فالألم لدى هؤلاء عظيم، وانهيار الأسر والبيوت جراء ذلك خطير، والمشكلةُ يسيرة!! فالسعادةُ فرديةُ يصنعها المرءُ لذاته، ويدفع الآخرين دفعاً لتذوقها بعد تدريبهم على حقوقهم وواجباتهم. فالزواج قرار، والطلاق قرار، والأبوة قرار، والمسؤولية قرار، والحياة كلها قرار فأحسن القرار ينسعد حالك، فكم من حياةٍ زوجيةٍ شقاءٌ بشقاء، وكم من طلاقٍ انصلحت به الأحوال، فربَّ ضارةٌ نافعة، وربَّ حياةٍ مقيتهٍ لا ينبغي استكمالها، فقرار سيدنا اسماعيل بتغير عتبه بيته كان قرارٌ من حكيم، لم يناقش فيه، والسبب أنها كانت كثيرةُ الشكوى لا تحفظ الخير ولا تصبر على الإبتلاء.
فأين القرار يا رجال، يا من ملكتم القوامه، أين الخلع يا نساء، يا من وهُبتم الحل، لا تنازل، لا خضوع، اما بناءٌ واما تغير. فنحن بحاجةٍ لأسرٍ تُظللها المحبة، وتحيطها الرعايةَ، لا نريد بيوتاً خربةً كلأً مباحًا لكل راتعٍ، نريد رجالاً لا أشباه رجال، أيتها المرأةُ المخادعة من تخدعين انك لا تخدعي سوى ذاتك؛ والوجيعة الآن وجيعتكِ انتِ تخيري اما الحياةُ واما الوجيعة فلن تُجمع الدنيا كلها لك؛ فتخيروا ما تشاؤا؛ لا أعلم كيف يمكن أن تتم الزيجات تحت مسمى المال بُغية العيش في حياة كريمة متناسين أشياءًا أكثر أهميةً تتعلق بتوفير الحياة السعيدة، فالحياةُ توازنات، توافقات، احتياجات، أمنٌ وأمان، كلماتٌ وعَبرات ليست أموال أو مناصب ووجاهات.
لا حياةَ بدون تكليف، ولا سعادةً دون واجبات، فالسعادةُ عملٌ حصيف، وزراعةٌ منتقاةٌ لمحصولٍ نادرٍ، السعادةُ معادلةٌ رياضيةٌ ان صحت مُعطياتُها وَجَبت صحةُ نتائجها.
المرأةُ والرجل طرفان لعملةٍ واحدة، لا مساواة ولا مشاححة؛ لكن كلاهما مطالبٌ بالأداء النوعي لإقرار السعادة؛ فهل حققنا المعادلة لنطلب النتيجة.
المرأةُ مهما علت واعتلت من مناصب الإ أنها في النهايةِ امرأةٌ تطلبُ كنفَ رجلٍ تعيشُ في ظله، فالمرأة تفتخر برجولة زوجها في مبادئه،وقيمه، ونجاحه، واخلاصه في حبه، وتفانيه لأولاده وزوجته، المرأةُ في احتياجٍ لتفهم عقل رجلٍ يحب، ومشاعر رجولة تغار بحصافة وليس بغباء، المرأةُ كائنٌ حساس ما بين النفور والعشق لديها شعرةٌ تتغير وتتبدل بلحظة، فليحرص الطرفان على قراءة شفرة كلاهما؛ لأنه بدون قراءة الشفرة ستُحال الحياة بينهما الى جحيم، والحب الى بغض، والتفاهم الى عداء، والحبُ الى انتقام.
ينبغي على كل فرد منا أن يكن واحداً صحيحاً ليضيف للآخر قيمةَ الواحد الصحيح فيصبح كلاهما كيانُ واحد، انتاجٌ واحدٌ، قرارٌ واحدُ، فهل فهمنا معنى المعادلة 1+1 = 1
حب العشرينات يختلف عن حب الخمسينات، انني أخاطبُ الرجال ممن يرون المرأةَ مرتعاً لكل ناقصٍ سفيه، أخاطبُ الرجال؛ أقول لهم ان انحلال الأخلاق، وضياع القيم والشهامة والمرؤة تجعل حتى المرأة المنحرفةُ تحتقر تلك الكيانات البشرية، فحتى المنحرفات يتذكرن خطوات الصالحين في طريقهم للمساجد والمعتكفات.
نعم فالمرأة مهما ضاع طريقُها، وانحرف سبيلها وصوابها تبقى في انبهار بالرجال أصحاب الأخلاق والقيم ممن تنصلح بهم المجتمعات. فضعافُ الهمم لا يعيشون الإ بين النفايات البشرية والنخاسات الفكريةَ فهل وعينا دور الحب والمحبة في انشاء الأسرة واعلاء قدرُها. رسالةٌ أخيرة أقولها؛ الزواج ليست علاقة بين زوج وزوجه؛ انما هي علاقةٌ بين قلوبٍ مؤمنةٍ يظللها رب العالمين بمغفرته ورحمته فيقول “وأخذنا منهم ميثاقاً غليظاً” فلنعي أدوارنا ولننفض غبار الخزي والعار عنا لنعود الى اسلامنا وليس الى تجارة الأديان كي نكون معادلةً صحيحةً.