رداً على الفاضل الموقر يعقوب سيادي

تعلمنا في مدارسنا ومساجدنا أدبُ الإختلاف الذي يُلزمنا بأخلاقياتٍ وفلسفاتً راقيةٍ في التعامل مع الأفراد والكيانات مهما كانت درجة الإختلاف، ولقد قرأتُ ردك الموسوم بكلمة الى “المرأة أميرة الحسن”، وودتُ أن أنيرَ بصيرتك أخي الكريم الفاضل الى عدة نقاط:-

أولها تعلمناها في مجالس العائلات أننا حينما نتخاطب في اختلافاتٍ عقليةٍ أو فلسفيةٍ ينبغي علينا أن نبدأ بالتقدير والإحترام  وليس بالجنس والنوع ككلمة امرأة أو رجل” لأن ذلك ينبأ عن مكنونٍ عنصري؛ وتعصبٍ فكري لمعتقداتٍ جاهلية؛ أحادية؛ تطرقتُ اليها في تغريدتك وهي تقبل الصواب والخطأ؛ فوجهة نظرُكً أخي الكريم ليست حقيقةً علمية انما هي نبع تحليلك الشخصي الذي هو محل احترام رغم اختلافي معه جملة وتفصيلاً من حيث الطرح أو اللغة.

ثانياً قول الحق الذي أقررتَ أنه حق _ “قول الحق من الشيخ عيسى قاسم  على حد تعبيرك”- هو اقراركُ الشخصي وعقيدتكَ الدامغةُ التي تحاسب بها وعليها؛ أما أنا فلست مطالبةً باقراره أو القبول به؛ وان كان قبوله من عدمه لا يضيف أو يضر بي؛ فكل محاسب على عقيدته.

ثالثاً: أنت تقول “انطلاقاً من الواجب الوطني والديني والأخلاقي وهو أمرً لا يختلف فيه اثنان” الفاضل المكرم، الواجب الوطني والديني والأخلاقي الذي تتكلم عنه هو حق أصيل لولي الأمر ولا يجوز لغيره ابرام هذا الحق لنفسه دون سلطةً أو تخويل؛ وهذا الحق ملكٌ حصري للعاهل المفدى، يجيزه بشخصه وبحكم القانون لمن يريد، فاعلم عما تتكلم!!  والواضح أنه ينبغي عليّ أن أتسائل من خولك للكلام عن الحقوق الدينية والأخلاقية والواجبات بالدلالة القطعية التي لا تقبل النقاش؟؟!! من؟؟!!

ربما أعتقدُ أن تلك الواجبات المذكورة بعاليه مآلها الى الوزارات المعنية؛ كون هذه الحقوق لصيقةً بمجال عملهم؛ وهم أجدر في تحقيقها وضبطها بضوابط الشرع والقانون.

أما فيما يتعلق بحكمك على أميرة الحسن، بسوء النوايا؛ فنوايا البشر أمرٌ خفي يحاسب عليه رب العالمين ليس أفرادٌ من صفاتهم القصور والنسيان ومن ذاك المنزه عن النقائص كي يحاسبني على سوء النوايا اذا وقعت فيه؟؟!!! رويدك رويدك ليس هكذا يناقش الإختلاف!!

الجلي الثابت في حوارك انك جمعت مفاتح الغيب والتقوى – استغفر الله – توزعهاُ حيثُ تشاء فهذا سيء النوايا وذاك تقي ورع فلنعي أننا بشر.

أما اتهامك لأميرة الحسن بأنها تسعى للتفرقة بين المواطنين كما تقول “من أهل مذهبه وأهل مذهبك المكون الثابت للنسيج المجتمعي” فتلك تكفيك أن تنبىء عن حسك الطائفي البازغ فأنا لا أناقشُ طائفية مقيته بل أناقش فلسفةً سياسيةً بأدب الحوار وانتقاء الألفاظ، وان كنت أعلنها صراحة أنني متطرفة في حب آل خليفة؛ ومتطرفة في حب البحرين؛ ولا أقبل ولا أحيد عن تطرفي، ولا يمكن بحال من الأحوال أن أخوض غمار سجال غير حصيف هدفه تفتيت وحدة المجتمع، ودس السم في العسل.

لقد أخطأت الميدان أخي الكريم؛ وأود أن أعلنها لك مجاهرةً ان أردت تطويعها كما أردت؛ فاعلم أن منهم رجالاً أشاوس يتنادون بالغالي والنفيس لإبقاء البحرين واعدةً، فهم رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه، ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا. أنهم نسيج البحرين الواحد.

Scroll to Top
انتقل إلى أعلى