تركيا الجشع والاطماع!..

بقلم الدكتور عيسى محمد العميري

إن المراقب السياسي الذي يتابع كل ماتقوم به تركيا في العالم العربي.. وهو بالمناسبة الذي تجرؤ عليه فقط!.. حيث لاتجرؤ على غيرها من الأمم والدول الأخرى.. فتركيا ما فتأت تتدخل وتستفيد من الأوضاع المتأزمة في العديد من العربية.. في حين أنها تنادي جهاراً نهاراً بأنه حريصة على علاقاتها مع الدول والأشقاء العرب.. فهي في حين تظهر بأنه هي الوحيدة التي وقفت مع الشعب السوري في أزمته!.. في حين أن المؤشرات السياسية على الأرض تفيد بعكس هذا التوجه.. فهي في الحقيقة كانت ومن خلال سياستها الخبيثة سبباً مهما فيما وصلت إليه الأوضاع في ذلك البلد.. وساهمت بشكل لايستهان به في تدمير هذا البلد والشعب.. هذا كله بالإضافة الى تدخلاتها في الشمال السوري لمصلحتها وملاحقتها للاكراد كلما حدث حادث في تلك المنطقة التي تعتقد بأنها تتهدد أمنها الجنوبي!.. ومن ناحية أخرى فإن تدخلاتها الأخيرة في ليبيا تسببت في إرباك الأوضاع الداخلية في هذا البلد.. خصوصا بعد التوترات الأخيرة في المنطقة.. ويضاف الى ذلك نشاط تركيا في العديد من الدول الأخرى لبسط سطوتها ونفوذها في تلك الدول مثل العراق وقطر والجزائر والصومال والسودان وجيبوتي. إن مخططات تركيا التي لانهاية لها سوف تساهم على المدى البعيد في تدمير منطقة الشرق الأوسط وسوف تخلق أوضاعاً جديدة إذا ما نجحت فيما تقوم بها حالياً، وإن لم تجد من يردعها.. ومما يؤكد ما ورد في مقالنا هذا أن تركيا على استعداد للتحالف والتوافق مع أي قوة عظمى في سبيل تحقيق ما تسعى لتحقيقه في منطقة الشرق الأوسط حتى فيما لو خالف ذلك كل توجهاتها وسياساتها الثابتة.. فلامانع من أن تتغير تلك السياسات الثابتة التي تؤمن بها في سبيل تلك الأهداف.. فعلى سبيل المثال ولو أراد أي مراقب للشأن التركي في المنطقة أن يتحقق من صدق نوايا تركيا وسياساتها الغريبة وأداء النفاق التي تمارسه مع الدول العربية بل قل الشعوب العربية هنا يمكننا أن نلحظه في علاقاتها المريبة مع إسرائيل.. فهي في العلن تنادي جهاراً نهاراً وفي كل مناسبة سياسية واجتماعية وغيرها.. تنادي بضرورة التصدي لإسرائيل وضرورة محاربتها والوقوف في وجهها في جميع المحافل في مقابل ما تقوم به تجاه الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة.. ولعل التاريخ لاينسى لها ما قامت به من حركات استعراضية ومن ضمنها السفينة التي حاولت من خلالها خرق حصار غزة وانتهت تلك الحركة بمأساة واعتداء عليها.. وفي الوقت ذاته وعلى الجانب الآخر فإن العلاقات التركية الإسرائيلية تسير على مايرام.. حتى اللحظة. على الرغم من التوترات الإعلامية والاستعراضية التي تظهر بين فترة وأخرى في المحافل الدولية عندما يجتمع الطرفان.. فالمصالح التركي الإسرائيلية قد لايدركها الكثيرون..ولكنها في الحقيقة فإن لتلك العلاقات امتداد لاحدود له سياسي واجتماعي وتعاون وتبادل اقتصادي على مستوى عال.. ولعل خير مثال على هذا الحديث هو انشاء خط انابيب للغاز الطبيعي في البحر المتوسط علاوة على التعاون الحربي بين الطرفين هو تعاون مثبت وموجود على الساحة!..

ومن ناحية أخرى نقول بإن التخريب الواضح التي تقوم به تركيا في دول منطقة الشرق الأوسط العربية يرخى بظلاله وبشكل مدمر في توتير تلك الدول وتأزيم الأوضاع السياسية فيها المتأزمة أساساً.. ويحقق أهدافاً مهمة لتركيا كما أسلفنا..

وخلاصة القول بأن ما نريد قوله بأن تركيا لم تكن يوما في صف العرب.. فهي تضع في اعتبارها ماقام به العرب إبان سقوط دولة الخلافة العثمانية في بدايات القرن الماضي.. وهي لم ولن تتخلى عن تلك النظرة بل سعت وعلى مدى كل الحكام الذين تولوا حكم تركيا صدق نواياهم الشريرة ضد الأمة العربية ومحاولين إعادة أمجاد أحلام الخلافة العثمانية مهما كلفهم الأمر!… والله الموفق.

Dr.essa.amiri@hotmail.com

Scroll to Top
انتقل إلى أعلى